الخميس، 4 أغسطس 2011

وأنا الوجع الواقف في المنتصف !

تأرجحني بحبِكْ كما تأرجح حبة كرز، بجسدها الليّن بين صفين من النوارس البيضاء، لترقص السامبا على بساط يشتعل لهفة، تتلوى على وقع أنفاسِكْ، تخلع فستانها الأحمر، تتقطَّرْ.. فتلتهمها بشغف، ولا يتبقى منها سوى – قلب – ينتفض على منديل زهري أنيق، ولذة ملطخة على شفتين !
 تلوّن وجهي بمساحيق فرح، وابتساماتٍ طفولية، وحينما تهمس بأذني:” أحبكِ “ يسري في جسدي وغزٌ لذيذٌ، كوغزِ الحلوى المفرقعة التي تذوب في الفم فتلسعه بـ لذّة، وحينما تُداعب أرنبة أنفي بأنفك، تقهقه شرفات المساء بغنج، فيتطاير منها سَرب أغنياتٍ قديمةٍ، وغيمات.

قل لي كيف يصبح حبك أشهى في كل مرة ؟ وأصبح أنا أجمل من كل مرة ؟

كيف يكون لحبك القدرة على أن يغيّر ملامحي، على رسمي من جديد، وإضافة الألوان على تقاطيعي الباهتة !
علمني حُبك أن أجمل الأشياء لا تأتِ حينما نتجمّل لها، بل تأتِ هي لـ تُجملنا.

كيف يكون لحبك القدرة على أن يجعلني أحب حتى الأشياء التي لا أحبها فيك !
كيف يشكل لُغتي، يهبني صمتي أحياناً، وينفخ الروح في أصابعي فجأة… فتتقافر بنزغ جنيات البحر.
كيف يغيّر أمزجة صباحاتي بكلمة :” صباحو “… ويبدد رتابة أوقاتي بإبتسامته الناعسة، وفي الليل يندّس تحت وسادتي يهبني حلماً لا أصحى منه.

يبعث الحياة بأشيائي الصامتة، ينام على الأرفف الخشبية مع كُتُبي، يتقمص دور البطل في الروايات التي أقرأها، يطبع ظله على أغلفة دواوين الشعر التي أحفظها، يسرّب ذبذبات صوته في مقطع أغنية أحبها، يخيط ضحكاته بستائري، وحينما يتسلل الفجر بخلسة، يفاجئني بضحكة، فتشرُق الدنيا بقلبي، يدس عطره الذي يُدوخني وسط أدراجي، بين رسائلي القديمة، وفي المساء تتسلل أصابعه فساتيني، تراقصها على لحنٍ ساحرٍ، ويهرب هو ليحضن بيجاماتي القطنية، يهدهدها طويلاً، ويحكي لها حكايات لا تنتهي… حتى تنام.

 
حبك فوضاي وفقدي وازدحامي، جنوني واتزاني وعقلي.
حبك لذة وجعي، ووجع لذّتي.
حبك موتي الذي يحييني.
وميلادي الذي أماتني.
حبك حكاية تبدأ بك، وتنتهي بـ ………. [  بك ].
 وأنا الوجع الواقف في المنتصف !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق