الخميس، 4 أغسطس 2011

كثيرا هم اليمنيون الذين يسالون مستغربين عن اسباب قيام الوحدة اليمنية في عام 90

كثيرا هم اليمنيون الذين يسالون مستغربين عن اسباب قيام الوحدة اليمنية في عام 90 بتلك السرعة و لم تكن قد استكملت الترتيبات بعد لاعلان قيامها، و البعض يعتقد بانها مؤامرة كانت من قبل نظام الشمال و هذا غير صحيح. الوحدة اليمنية لم تكن لتعلن في عام تسعين 90 الا بعد الانضمام الى مجلس التعاون العربي ( العراق-مصر - الاردن )


حيث تكون حلف يشبه حلف ايران و سوريا في المنطقة ، خاصة و ان فكرة المجلس ذلك كانت عراقية، و كان الهدف منه تطويق الخليج امنيا، لان دول الخليج تنصلت عن التزاماتها و تعهداتها و وعودها للعراق بعد خروجة من حربه مع ايران ،فلم تفي دول الخليج بذلك، فاضطر النظام العراقي للتطويق الامني بتلك المنظومة ( دول الخليج العربي )، و لم تدخل اليمن في الحلف الا لان العراق اردات ان تكون اليمن طوق امني جنوبي للخليج ، مقابل مساعدات و دعم كبير من قبل العراق لليمن و لدعم وحدته الجديدة ، فلم تكن تلك الوحدة لتتم الا بعد قيام مجلس التعاون العربي ، و لو لم يكن هناك مجلس تعاون لما قامت الوحدة ، فقد دعمت العراق وحدة اليمن، فالوحدة تحتاج مساعدات مؤسساتيه و خبراتيه و لوجستيه و دعم مالي كبير ، كذلك كانت الوحدة بحاجة الى غطاء امني يحميها و كانت العراق قوة امنية كبيرة بجانب ذلك الحلف ايضا ، لان هناك لاعبين دولين و اقليمين سوف يفشلون الوحدة ، لانها لا تصب بمصلحتهم ، و سوف تفقد الوحدة مصالحهم ، و بجانب حاجاتنا في تلك الفترة الى المال ، فرحبت اليمن و رحبت مصر و الاردن .
فانتهجت السعودية و امريكا استراتيجية سياسية جديدة لتفتيت ذلك الحلف و القضاء على اوراقة الأمنية القوية المهددة له ، فتم القضاء على هذا الحلف و تلك المنظومة تدريجيا ، بدأت بحرب العراق و التدخل الخارجي فيه، و مرت الى اليمن في الحرب الاهلية عام 94 و كانت على وشك الانفصال ، و الذي لم يكن ليحدث لولا تصدع تلك المنظومة مجلس التعاون العربي ، فاختفت المساعدات العراقية و الدعم العراقي الموعود لليمن حتى استكمال وحدته، و امتدت الى سياسة الزحف الامني الخارجي على اليمن ، توجتها بالحرب الاهلية تلك ، و ما حرب 94 الا نتيجة لتلك الاستراتيجية من التفكيك و التفتيت لتلك المنظومة الجديدة ( مجلس التعاون العربي )، فالازمة التي كانت في تلك الفترة كان يمكن حلها و دعمها وفق حوار وطني بغطاء امني خارجي داعم لها ، و الذي لم يكن متوفر في عامها ، فالعراق اصبح مطوق امنيا و مصر خرجت من ذلك الطوق ، و لم يبقى في المنطقة من يدعم ذلك الحوار الوطني و تلك الاتفاقية ، بجانب اقتسام منظومة الخليج لطرفي الازمة في اليمن ، لوضعهم في لعبة حرب طويلة .
لكن مصر فهمت الامر ، فقررت الخروج مقابل دعم كبير لها ، و لو لم تخرج مصر من تلك المنظومة لكانت في خبر كان فما عاشته اليمن طوال الفترة المنصرمة الا نتيجة تلك السياسة الخاطئة من النظام ، و الازمة الاقتصادية العاصفة في اليمن هي بقايا تلك الاستراتيجية التي مارستها دول الخليج و امريكا على اليمن، فقررت اليمن التخلي عنها و الدخول في طاعة الخليج لمصالح جديدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق